عالم الإدارة المشهور بيتر دركر أول من طرح مفهوم الربحية عام 1954م بكتابة ( The Practice OF Management) بتركيزه على إن أكثر ما يزعج رجال الأعمال والصناعة والتجارة إن قوة دفعهم وغرضهم وهدفهم الرئيس هو الربح, ويقف معهم كذلك موقع المدافع عن هذا السؤال المؤرق جميع المديرين العامين والمديرين عموماً في محاولتهم التصدي لمثل هذا السؤال الذي يقفون فيه دائماً موقف المدافع أكثر من موقف المفكر الذي يعطي إجابة مقنعة لمن يهاجم قطاع الأعمال بان هدفهم الربح. في البداية نريد أن نعطي مثلاً مشابهاً للإنسان, فهل الإنسان يأكل حتى يعيش وإذا لم يأكل وجبة أو اثنتان يومياً يمكن لنا القول بأنه سيموت. الشركة يجب أن تحقق الربح والربحية حتى تستمر وتبقي وهذا شيء مفترض للشركة كما هو مفترض للإنسان, الإنسان يأكل حتى يعيش والشركة تربح حتى تبقي, وكما القول بان الغرض من الحياة للإنسان ليس الأكل وهناك غرض أخر أو أغراض أخري للإنسان من هذه الحياة علماً بان استمرارية الحياة الإنسان تتحقق بالأكل على أي حال وينطبق نفس المثال على الشركة بان غرضها وهدفها ليس الربح, علماً بأنها يجب أن تربح حتى تستمر وتبقي. الربح وتبقي. الربح هو نتيجة الإستراتيجية وليس هدفها الربح هو مقياس رئيس لقوة أو ضعف الاستراتيجي. الإنسان يأكل حتى يعيش ولا يعيش حتى يأكل, الشركة تربح حتى تستمر وتعيش, ولا تستمر الشركة إلا بالربح. الربح لا يعتبر هدفاً بل نتيجة للإستراتيجية, كما للإنسان الأكل لا يعتبر هدفاً, بل وسيلة لاستمرارية العيش. الشركة تسعي للنمو في زيادة أرباحها وحتى تتوسع وتنمو وتتطور وبدون هذه النتيجة في زيادة الربحية لتحقيق النمو لا ضرورة للإستراتيجية والبحث عن نشاطات جديدة.