الإستراتيجية الإدارية - قوة الدفع

ما الذي يحدد نوعية المنتج، الزبائن، السوق، المنطقة الجغرافية التي تريد الشركة أن تعمل بها؟ ما الذي يحدد قرار الشركة في إنتاج سلعة، خدمة، تحديد زبائن مستهدفون، منطقة جغرافية معينة لتعمل بها وتلك التي لا ترغب العمل بها؟ المحدد لذلك كله هو قوة الدفع المتوفرة لدى الشركة لأن لكل شركة زخم محدد يحركها، ولأن كل شركة تتحرك إلى الأمام. هذه القوة الدافعة أو الزخم الذي يحركها يعتبر في أدبيات الإستراتيجية ما يطلق عليه " الإستراتيجية الدافعة". هذه الإستراتيجية الدافعة تحرك الشركة نحو المنتج أو الخدمة أو السلعة أو السوق أو الزبائن التي تتوخى خدمتهم وتتحدد من خلالها صورة للشركة.


ويرى مايكل روبرت في بحثه على (250) شركة أمريكية أن معظم الشركات محل البحث لم تستطع تحديد قوة دفعها عندما تم الاستقصاء لهذه الشركات وذلك من خلال سؤالهم للبحث عن فرصة مستقبلية للتوسع أو النمو. وقد وجد أن معظم المديرين العامين لم يستطيعوا تحديد "قوة دفعهم" أي هذه القوة التي دفعتهم إلى ما وصلوا إليه من نتائج على مر السنين. لا بد من وجود قوة دفع لكل شركة نابعة من الخدمة التي تقدمها، أو من الصناعة التي تنتجها أو نوعية الزبائن التي تخدمهم أو السوق الذي تعمل فيه أو المنطقة الجغرافية التي تخدمها، أي أن لكل شركة شيء يدفعه من هذه العناصر كلها أو بعضها أو أحدها. ولا بد من وجود عنصر احد يعتبر الأهم في تحديد قوة الدفع وعنصر ثانٍ مهم وعنصر ثالث أقل أهمية وهكذا. وفي بحثه على هذه الشركات وتركيز المديرين على التفكير الاستراتيجي أكد على أهمية تحديدهم لعنصر واحد يعتبر الأهم في إعطاء شركته قوة الدفع إلى ما وصلت إليه من عطاء ونجاح واستمرارية، حاول أن تبحث بكل جدي ومثابر وبتريث عن "قوة الدفع" لشركتك أو مصنعك أو مؤسستك والذي من خلال تحديدها تستطيع أن تبحث عن أية فرصة مستقبلية لعمل جديد أو منتج جديد يترابط بقوة مع قوة الدفع التي استطعت تحديدها. لا أحد غير المدير العام ومساعديه ومديريه يستطيع الوصول إلى هذا العنصر الرئيس في تحديد الإستراتيجية المستقبلية. 

هل هذا أفضل ما لديك
فشل الخطة أو المشروع وعدم تحقيق أعلي النتائج لا يحدث من فراغ أو لأسباب تتعلق الخطة أو الخطأ في صياغة الأهداف. السبب الرئيس يكمن في انعدام التخطيط. فلا يمكن للمدير أن يقبل الاستماع إلى خطة لا تشمل أسلوباً واضحاً للتنفيذ والنتائج المتوقعة وقبل ذلك كله الوقت اللازم للتخطيط والوقت اللازم للمشروع. (هنري كيسنجر) المعروف باهتمامه بالتميز في التخطيط، سأل أحد مساعديه هل هذه أفضل خطة لديك؟ أجابه المساعد بأن لو كان لدي وقت أكثر لكانت أفضل، مما دعا كيسنجر ليعيد له مسودة الخطة. قدم المساعد خطة جديدة بعد أسبوعين وسأله كيسنجر "هل هذه أفضل خطة لديك؟" وأجابه بنفس الطريقة السابقة مما دعا كيسنجر مره أخرى لإعادتها له. وفي المرة الثالثة قدم له خطة مكتملة .