إدارة التفويض - الحث على النمو

في مقال افتتاحي للنشرة الخاصة بشركة جنرال إلكتريك( GE Lighting News) لشهر مايو 2000 وبعد أن استلم زمامها الإداري المخضرم جاك ويلش وعمل بكل جهد على تغيير ثقافة وحضارة الشركة العملاقة من خلال التدريب والتأهيل الشمولي  للمديرين والمشرفين والمهندسين في المعهد الخاص بالشركة ليحقق التفويض. فلسفة جاك ويلش مبنية  على أساس تشجيع التدريب ألتأهيلي المؤدي إلى التفويض الذي يعزز الشعور بالفخر والسعادة لأنهم أصبحوا ذوي جدارة وتستفيد الإدارة العليا من تفويضهم. ركزت حضارة جنرال الكتريك على الحث المتواصل لتناول الأعمال في مهمات جديدة ليتكون لديهم الألفة لمختلف الأعمال وزيادة مسؤولياتهم. الحث على النمو  كفلسفة منطلق من الإدارة العليا التي أعطت كافة صلاحياتهم للمستويات التي تليها وهكذا دواليك حتى يتمكن من تم تفويضه القيام بأعمال الإدارة العليا في حالة الغياب أو المرض أو التقاعد أو ترك العمل. الرفع من القدرة من خلال التأهيل يؤدي إلى الحماس والطموح لإنتاجية أعلى, كما أن التفويض يحث على النمو. فلسفة الشركة وجاك ويلش انتقلت الآن إلى معظم الشركات العملاقة والتي صدر الآن عدد من الكتب الأكثر مبيعاً للأفكار البناءة وأهمها كتاب(six sigma) الذي صدر في أكتوبر 2000.


الموظفون يحبون تولي المسؤولية
أنهم يحبون أن يتخذوا قراراتهم بمستوى أعلى مما هم عليه: أن المدير الذي يقف فوق رؤوسهم دوماً يكون مكروها منهم, فهم لا يحبذون المراقبة المستمرة. فإذا أعطيت احد موظفيك عمل لينجزه, فلتدعه يعمله بطريقته الخاصة, لا تقف دوماً فوق رأسه وتراقب أنفاسه, فلتعطه الفرصة ليأخذا المبادرة وسينجز العمل بطريقة أفضل.


البنوك أصبحت تهتم بالتفويض بناء على النشرة النصف سنوية الصادرة عن Wachovia Bank لشهر يونيو 1998 إذ تقول أن التفويض سلاح النجاح فيما إذا تم بطريقة صحيحة, إذ يعطي للمدير كل الوقت الممكن للتركيز الدائم على النشاطات ذات الأهمية القصوى. تذكر هذه النقاط الخمس دائماً خلال عملية التفويض:


(1) لا تستطيع تفويض كل شيء. المهام التي تأخذ وقتاً طويلاً, فوضها لمساعديك.
(2) 
لا تفوض الأعمال إلا لموظفين ومساعدين لديهم القدرة على تنفيذها ولا تفوض الأعمال فقط لموظفين ليس لديهم أعمال كثيرة فقط. التركيز على حجم الأعمال كأساس للتفويض غير ناجح.
(3) 
إذا فوضت عملاً فعليك تفويضه بالكامل وليس جزءاً منه لان ذلك يحقق الأهداف بفخرهم واعتزازهم بإكمال المشروع من البداية وحتى النهاية.
(4) 
وضح لمن فوضته أهدافك وأولوياتك وان هذه هي البداية لزيادة التفويض مستقبلاً بحالة الإجادة.
(5) 
وضح لهم التوقعات بشفافية متناهية والجدول الزمني المحدد الذي لا يمكن قبول أعذار بشأنه وأوضح لهم انه لا يمكنك قبول جزئيات من العمل المفوض بل العمل متكاملاً ومنتهياً بصيغة نهائية.


لا تراجعني إلا إذا احتجت إلى مساعدة, ما أروع هذه الطريقة في التعامل مع الموظفين أن معنويات هذا الموظف ترتفع لأنه يشعر أن هناك ثقة بقدرته على انجاز العمل. أيضاً وبنفس الأهمية فان ذلك يعطي للرئيس الوقت للتفكير بهدوء, فهو لا يمضي جل وقته في حل كل صغيرة وكبيرة فالموظف كفيل بذلك. عندها يتوفر للمدير الوقت للنظر حوله, والتقاط مهارات جديدة لموظفيه. أن ذلك عمل مهم, عمل يحتاج لوقت كاف, والوسيلة لذلك هي بتعليم موظفيه كيفية انجاز عملهم بطريقة ملائمة ومن ثم تركهم لوحدهم, وبهذا يكسب وقته, وهذا هو المعني الحقيق للتفويض.

المصدر مجله المدير